الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

السودانيين في عاصمة الضباب (لندن) تألق الإبداع والثقافة


في أمسية بهيجة قلما تتكرر أقامت منظمة (كُتّاب مبدعون من السودان) التي تضم مجموعة من الشباب السودانيين من الجنسين، تقديماً لكتاب (أنا أعرف السودانين) وهو كتاب باللغة الانجليزية يضم قصصاً وأشعارا فازت في مسابقة أجرتها المجموعة. ومن أهداف المنظمة تغيير الفكرة السلبية السائدة عن السودان في الخارج وتقديم الدعم والتشجيع للشباب السودانيين من الجنسين الذين لديهم مواهب أدبية وذكريات وتجارب في السودان ليعبروا عن مشاعرهم ويؤكدوا التزامهم نحو وطنهم الأول السودان كما ليسجلوا إعجابهم بأهله الأصلاء. ولتحقيق ذلك تعمل المجموعة على تنظيم مسابقات لنشر مجموعات من الكتابات المبدعة التي يمكن أن تصل إلى أكبر عدد من القراء السودانيين ومن الناطقين باللغة الإنجليزية في بريطانيا وغيرها حيث إن بريطانيا هي أكبر مركز إعلامي عالمي تنطلق منه كل الأدبيات لتصل لكل أرجاء العالم. ويسهم هذا الجهد المقدر، من الدبلوماسية الثقافية، لشبابنا وشاباتنا إلى تحسين صورة السودان في الخارج بعيداً عن السياسية، وتعريف العالم بتاريخنا وثقافاتنا وفولكلورنا وموروثاتنا الشعبية، كما يبعث هذا العمل الثقة الاعتزاز في النشء من السودانيين والسودانيات الذين نشأوا خارج السودان حيث يتاح لهم الآن معرفة تراث بلدهم بلغة يجيدونها، فقد فارقوا اللغة العربية منذ أن فارقوا وطنهم الأول، وسوف يحثهم هذا على التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة المستمدة من التراث السوداني ومن ثم يدفعهم لأن يكونوا مبرزين في العلوم والأعمال ليكونوا خير سفراء لأوطانهم في المهجر.
وقد أقيم الحدث في مقهى غاليري كافيه في قلب عاصمة الضباب لندن يوم السبت التاسع من شهر أغسطس الجاري ـ وبالرغم من أن الفعالية تزامنت مع فعالية سياسية سودانية أخرى في لندن، إلا أنها كانت محضورة طغى فيها الجنس اللطيف الذي أبهر الانجليز بالثوب السوداني المميز، وتدافع الكهول قبل الشباب لأخذ مواقعهم في الصالة وبرغم سعة الصالة إلا أنها ضاقت بما رحبت واضطر عدد كبير من الحضور للوقوف لساعات يتابعون التألق الأدبي والثقافي للشباب النضير من الجنسين دون كلل أو ملل، واستدعى هذا الازدحام والوقوف اعتذار اللجنة المنظمة التي شكرت الواقفين مثمنة طول صبرهم.

استمرت الفعالية لمدة ثلاث ساعات تجلت فيها مواهب الشباب والشابات الذين قدموا بلغة انجليزية رصينة ابداعاتعم من قصص وأشعار حازت على استحسان الحضور الذين أمطروا القاعة بزخات من التصفيق الحار.



لقد استطاع شباب السودان من الجنسين نقل ثقافاتنا وتراثنا من المحلية إلى العالمية لتغيير مفاهيم العالم الخاطئة عن السودان فهو ليس دار حرب ودمار بل هو موطن أقدم حضار إنسانية في العالم حيث يتعايش فيه الناس في سلام وانسجام تام. 

وقد تحدث في الندوة من المشاركين في محتويات الكتاب كل من جميلة عزيز النور عبدالمجيد والتي صحبها والدها ووالدتها الأستاذه دينا ميرغني محجوب إضافة إلى جدتها وسردت جميلة تجربتها في السودان وتطرقت للعادات السودانية وقهوة الظهرية والوجبات الشعبية وطقوس الزواج،، وتم تقديم فيديو ليلى ، وتحدثت أمل محمد زين العابدين، التي جاء بمعيتها وشقيقتها الدكتورة أماني وشقيقها الدكتور خباب، الذي قدم قراءة شعرية جاذبة، والدهم البروفسير محمد زين العابدين، كما تحدث دان لوكودو بالإنابة عن ديفيد لوكودو بقصة عن تجربة حصلت له في سوق الذهب في أمدرمان، وقدم محمد فخر الدين كلمة وكذلك تحدث السيد رود آشر عن علاقته بالسودان منذ أن كان شاباً وكان يزور كردفان ثم الجنوب وله علاقات وثيقة ببريطانيين عملوا في السودان بالإضافة إلى علاقتها الكثيرة مع السودانيين، كما قدمت أمل زين العابدين قراءة من قصتها، ثم تحدثت مها المصطفى عن قصتها، أما رندا العربي القادمة من السعودية والتي جاءت بصحبة والدها الأستاذ محمد محمود العربي ووالدتها وشقيقتها، فقد شدت الحضور بلغتها الإنجليزية السليمة وقصتها الشيقة، وتحدثت ياسمين سناده عن تجربتها وذكرياتها عن السودان باسلوب فريد، وأعقبها حديث زوي كورماك. وكذلك تحدثت آسيا طارق القاضي التي جاءت بمعية والدها طارق، وحكت بكلمات مؤثرة عن تجربتها ونشأتها في السودان.

نود أن ننوه في حديثنا هنا بأن هؤلاء الشباب من الجنسين قدموا للسودان ما لم تقدمه حكوماته في نشر ثقافة السودان بلغة عالمية وتعريف العالم به فلهم منا كل تحية وإجلال، ومن واجب الجميع تشجيعهم ودعمهم الشيء الذي قام به البعض بشراء نسخ من الكتاب بأسعار تشجيعية. وقد قام المشروع برعاية كريمة من الأستاذ نادر القاضي، ومن منظمي الفعالية االدكتور علي عبدالله علي، ومن حضور الندوة الذين لم يرد ذكرهم أعلاه البروفسير أبارو ونزار النور، ود. أحمد الضوي والمهندس هاشم محمد أحمد وابنه والأستاذ أحمد بدري والأستاذه الكبيرة دينا عمر عثمان ود. نور ابراهيم نور ومحمد أبوحسبو وجعفر فضل، وأشرف وساره زكي الحاج، وإسلام علي وآخرين وأخريات يضيق المكان عن ذكرهم ونعتذر هنا لهم ولهن.
وفي الختام نتوجه بالشكر الجزيل للسيد نادر القاضي لرعايته الكريمة المادية والمعنوية لهذه الفعالية الشبابية ولولا أريحيته لما تحققت أحلام وطموحات شباب وشابات لندن فله منا أجمل تحية وتقدير.

   


محمد علي الشيخ ـ لندن
الراكوبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رأيك أو تعليقك هنا